منذ ان ظهر فن الغناء العربي من مئات السنين وحتى الان لم نستمع الى اغنية واحدة عن الحمار, ولم نجد مطربا واحدا على مر العصور قبل ان يشدو بصوته متغنيا بصفات الحمار وبخصاله الحميدة الى ان فعلها شعبان عبد الرحيم فاصبح بهذا اول نص مصري وعربي حتى على مستوى العالم يغني للحمير او بمعنى ادق يغني عن الحمير.
وشعبان عبد الرحيم -للذين لا يعرفون- هو الجواد الرابح في سوق الكاسيت هذه الايام, فشرائطه تحقق اعلى الارقام والايرادات خاصة شريطه الاخير الذي فاق في توزيعه مبيعات كبار نجوم الغناء كعمرو دياب وكاظم الساهر ومحمد فؤاد ومجمد منير ... الخ, فشعبان عبد الرحيم هو الاول بلا منافس او منازع والارقام التي لا تكذب هي التي تقول ذلك.
وانتشار شعبان عبد الرحيم جماهيريا ليس على مستوى سوق الكاسيت فقط بل على مستوى الافراح والحفلات العامة والسهرات الخاصة التي يقيمها الاثرياء والوجهاء من كبار رجال المجتمع ونجومه, وخلال شهر رمضان كان شعبان عبد الرحيم هو نجم الغناء الاول في الخيام الرمضانية وكان هو الفاكهة اللذيذة التي يتهافت عليها المدعوون في حفلات السحور الخاصة...وبمجرد ان يبدأ شعبان عبد الرحيم في الغناء حتى تجد جميع الرجال يصفقون له ويهللون, اما السيدات والصبايا تراهن على نغمات اغانيه وصوته يرقصن وهن في منتهى المرح والسعادة... وفي الاسبوع الماضي وفي احدى برامج السهرات الرمضانية المذاعة على احدى القنوات الفضائية استضافت المذيعة المطرب شعبان عبد الرحيم واجرت معه حوارا ثم دعته للغناء وما ان بدأ في تقديم وصلته امام ضيوف البرنامج لم تتمالك المذيعة نفسها وخرجت عن وقارها الاعلامي "وهاتك يا رقص" وشاهدها على الهواء صاحب هذه القناة الفضائية فاصدر قرارا فوريا بفصلها من العمل في قناته.
وشعبان عبد الرحيم الذي اصبح ظاهرة غنائية كاسحة هذه الايام مهنته الاصلية مكوجي و "مكوجي رجل" بالتحديد اي يكون بيده وقدمه, وهذا الاسلوب في الكي منتشرة في الاحياء الشعبية لانه افضل اسلوب لكي الجلابيب التي يرتديها "اولاد البلد"..... وقد عشق شعبان الغناء منذ صغره وكان دائما يغني اثناء عمله في كي الملابس "ليسلي نفسه" -كما يقول- وكان اصدقاؤه وجيرانه في حي الشرابية الذي نشأ وعاش فيه يطربون لصوته ويسعدون به مما جعله يتجرأ ويقتحم الافراح الشعبية ليغني فيها متطوعا بدون اجر فذاع صيته واشتهر بين ابناء حيه والاحياء الشعبية المجاورة وكان ذلك من حوالي عشرين عاما... وظل شعبان يعمل مطربا متطوعا في الافراح الشعبية دون ان يترك مهنته الاصلية كمكوجي.
والمدهش حقا فس شعبان عبد الرحيم الذي لا يجيد القراءة ولا الكتابة هو الذي يكتب اغانيه ويختار مواضيعها... ففكرة الاغنية تأتي من رأسه ثم يبدأ في صياغة الكلمات والابيات شفهيا ثم يمليها على صديق له اسمه اسلام خليل الذي يقوم بكتابة افكار وابيات شعبان في صيغة غنائية.
ولا يكنفي شعبان بكتابة اغانيه فقط فالمدهش اكثر انه هو الذي يلحنا ويضع موسيقاها ونغماتها دون ان يكون لديه اي علم بالموسيقى او المقامات النغمية او اي شيئ من هذا القبيل... انه يدندن بصوته الكلمات التي قالها ثم ينغمها على افراد فرقته الموسيقية فيتولون هم صياغتها في شكل لحني ... وهكذا تظهر الاغنية التي تشد اسماع الملايين, كلمات والحان وغناء شعبان عبد الرحيم.
نعود ثانية الى اغنية "الحمار" اخر ابداعات شعبان عبد الرحيم والتي يطابها منه بشعف كل المستمعين في كل الحفلات التي يكون فيها ... وتقول كلمات الاغنية:
انا بحب الحمار
بجد مش هزار
عشان تعبان معانا
بالليل وبالنهار
بنشوف حمير كتير
بيمشوا في الطريق
لا حمار عنده غيره
ولا بيظلم بريئ
بيمشي في المكسر
ولا عمره في مرة قصر
وبيسمع الكلام
ومن شدة اللجام
ويقصر المشوار
انا بحب الحمار
لا شفت حمار يخون
ولا شكت فيه ظنون
قدم له الوجبة فول
عمره وياك يطول
عشان كده بقول
انا بحب الحمار
وللحوار بقية[b]
موضوع: شعبان عبد الرحيم 
الإثنين 9 يونيو - 16:43
